كشفت جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" هوية القائد المسؤول عن فيلق 11,000 ضمن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، والذي يُعتقد أنه المهندس الرئيسي لآلية تخطيط وتنفيذ الهجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم.
نشر الموساد اليوم الأحد "هوية رئيس الفيلق 11,000" في قوة القدس الإيرانية والذي أُنشئت بإمرته آلية "ترويج وتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين ويهود داخل إسرائيل وخارجها"، حسب الإعلام العبري.
ووفقا للموساد، فإن "هذه الآلية، التي يرأسها الجنرال سردار عمار (Sardar Ammar)، مسؤولة عن محاولة شن الهجمات التي كُشف عنها في اليونان وأستراليا وألمانيا في العام الماضي وحده". وزعم الموساد أن "إخفاقاته العديدة" أدت إلى موجة الاعتقالات والكشف عن هويته. وذكر الموساد أن الهجمات التي روج لها "امتدت من أستراليا وحتى أوروبا".
وحسب ما نقلت "يديعوت أحرونوت"، ركزت آلية الجنرال عمار في نشاطها على مسارين للعمليات: "المسار الأول هو التخريب، حيث تنفذ الخلية العملياتية أعمال تخريب وحرق متعمد للمحال التجارية اليهودية (مطاعم ومقاهي) والمؤسسات اليهودية مثل بيوت حاباد (مركز مجتمعي وديني عالمي تديره حركة حاباد لوبافيتش (Chabad-Lubavitch)، وهي حركة حسيدية - أرثوذكسية متشددة- ضمن اليهودية) والمعابد اليهودية.
أما المسار الثاني، فيُنفّذ عادة بعد مرحلة التخريب أو بالتوازي معها، ويشمل إلحاق أذى جسدي بأهداف شخصية، خاصة شخصيات بارزة في الجالية، كما خُطط للهجوم في ألمانيا".
وعلى سبيل المثال، "في مايو ويونيو من العام الماضي، وكجزء من جهد إيراني لإيقاع قتلى من الجالية اليهودية في الخارج، أُحرقت أبواب مدخل بيت حاباد في أثينا ومطعم كوشر يقع بالقرب من بيت حاباد في المدينة. وقد أدى تحقيق استخباراتي معمق إلى اعتقال المشغّل وخمسة من أعضاء البنية التحتية العملياتية وهم من أصول إيرانية وأفغانية ويونانية. وتمت محاكمة المتورطين وصدرت بحقهم أحكام سجن مشددة تتراوح بين 8 و 11 عاما"، حسب ما ورد في الصحيفة.
كما وقع حادث آخر بعيدا عن أوروبا في القارة الأسترالية، في أكتوبر 2024، وخلاله "أُحرق مقهى كوشر "لويس كونتيننتال كيتشن" (Lewis Continental Kitchen) في سيدني. ولم يسفر هذا الحادث عن سقوط قتلى، لأنه تم بفضل تحقيق شامل من قِبل سلطات الأمن وإنفاذ القانون المحلية، اعتقال الناشطين، ومن بينهم شخص يُدعى سعيد الموسوي، وهو مشغّل الخلية. وقد تم تشغيل هذه الخلية أيضا من إيران بواسطة الآلية التي يرأسها العميد عمار"، وفق ما ذُكر.
وتمت الإشارة في "يديعوت أحرونوت" إلى أنه "على الرغم من التحقيقات، لم تتوقف الجهود الإيرانية، وفي يونيو 2025، اعتُقل في الدنمارك علي حسن سرواري، وهو مواطن دنماركي من أصل أفغاني جُنّد من قبل آلية عمار. قام سرواري بجمع معلومات استخباراتية عن شخصيات بارزة في الجالية اليهودية في ألمانيا، ومن بينهم جوزيف شوستر وفولكر بيك، وعن متجر أطعمة كوشر في برلين. وكشف تحقيق السلطات في الدنمارك وألمانيا، بمساعدة الموساد، أن سرواري سافر إلى إيران لعقد اجتماعات توجيهية تلقى خلالها تعليمات دقيقة. وبعد زيارته لإيران، سافر إلى ألمانيا مع أفراد عائلته كجزء من غطاء للتستر على تورطه في النشاط "الإرهابي"، حيث نفذ المهام الموكلة إليه. وعند عودته إلى الدنمارك، اعتُقل، وتستمر الإجراءات القانونية ضده هذه الأيام".
وقال التقرير: "لمنع ربط النشاط بإيران، تُوجَّه الأجهزة الإيرانية للعمل تحت توجيهات عليا تقضي بـ الحفاظ على مجال الإنكار الذي يسمح لهم بأقصى قدر من حرية العمل. ولهذا الغرض، تقوم الآليات الإيرانية ببناء البنى التحتية "الإرهابية" في جميع أنحاء العالم وتعزيز محاور الهجمات باستخدام طرق عمل متنوعة: الالتزام بالسرية العالية، وتجنيد وتشغيل الأجانب، واستخدام وكلاء ذوي سوابق في الإجرام والاتصال السري".
وجاء في بيان الموساد: "منذ سنوات، يعتبر النظام الإيراني الإرهاب أداة لفرض ثمن على إسرائيل، مع إلحاق الضرر بالأبرياء حول العالم، دون دفع أثمان عسكرية، سياسية أو اقتصادية".
وأضاف: "في إطار هذا المنطق، تعمل الأجهزة "الإرهابية" مع الحفاظ على مجال الإنكار والفصل بين النشاط العنفي وإيران. إن المعركة الدولية المستمرة ضد الإرهاب الإيراني تحرم إيران من مجال الإنكار، وتزيل عنها الحصانة، وتجعلها تدفع أثمانا باهظة على الساحة السياسية الدولية".
المصدر: "يديعوت أحرونوت"