أعلنت هولندا أنها أوقفت تعاونها الاستخباراتي مع الولايات المتحدة بسبب مخاوف من أن تستخدمه إدارة ترامب لانتهاك حقوق الإنسان أو مساعدة روسيا.
أعلنت هولندا أنها أوقفت تعاونها الاستخباراتي مع الولايات المتحدة بسبب مخاوف من أن تستخدمه إدارة ترامب لانتهاك حقوق الإنسان أو مساعدة روسيا. وقال رؤساء الاستخبارات المدنية والعسكرية في مقابلة مشتركة مع صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية إنهم أصبحوا أكثر حذرا فيما يتشاركونه نظرا "لتسييس استخباراتنا".
وهذا هو الاعتراف الأكثر صراحة حتى الآن من قبل وكالة تجسس أجنبية بشأن عواقب تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشؤون الاستخباراتية.
وقال إريك أكيربوم المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية (AIVD)، وبيتر ريسينك مدير وكالة الاستخبارات العسكرية (MIVD)، في المقابلة التي نشرت خلال نهاية الأسبوع، إنهما يشعران بالأسف لإقالة ترامب لرئيس وكالة الأمن القومي تيموثي هوغ في أبريل.
وصرح ريسينك: "لا أستطيع التعليق على وضع هذه العلاقة الآن مقارنة بما كانت عليه سابقا.. لكن من الصحيح أننا نتخذ هذا القرار.. وأحيانا لا نشاركهم بعض الأمور".
وأشارا إلى أن قيود المشاركة تنطبق على المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بروسيا.
وعندما سُئل عن كيفية تصرف الوكالات عندما كان "من غير المؤكد" كيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية حول روسيا، أجاب ريسينك: "سيتم تقييم ذلك".
وأضاف أكيربوم: "في بعض الأحيان يتعين عليك التفكير على أساس كل حالة على حدة: هل لا يزال بإمكاني مشاركة هذه المعلومات أم لا؟".
وعندما سئل عما إذا كان لإصلاح إدارة ترامب الشامل للأجهزة الفيدرالية بما في ذلك وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية، تأثير على ما ترغب الوكالات الهولندية في مشاركته مع نظيراتها الأمريكية، أجاب أكيربوم: "لا نحكم على ما نراه سياسيا، بل ننظر إلى تجاربنا مع هذه الأجهزة.. ونحن على دراية تامة بتسييس استخباراتنا وانتهاكات حقوق الإنسان".
ومع ذلك، أكد ريسينك أن "العلاقات جيدة" عقب زيارة قام بها إلى وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية قبل بضعة أشهر.
ولفت مدير وكالة الاستخبارات العسكرية إلى أن "العلاقات جيدة وستبقى كذلك.. هذا لا يغير من حقيقة أننا نقيم هذا التعاون بانتظام".
وفي السياق، ذكر بارت غروثويس رئيس الأمن السيبراني السابق بوزارة الدفاع الهولندية والذي يشغل الآن منصب عضو في البرلمان الأوروبي، أن البلدين عملا معا منذ فترة طويلة لمواجهة الحكام المستبدين، وسوف تعاني الولايات المتحدة إذا ما تسببت في تنفير حلفائها من خلال التصرف بطريقة مماثلة.
ولطالما كانت هولندا من أقوى حلفاء الولايات المتحدة وشركائها الاستخباراتيين، حيث ساهم جواسيس هولنديون في تخريب البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك استخدام مهندس إيراني لزرع فيروس "ستوكسنت" الحاسوبي في أنظمتها عام 2010.
المصدر: "فايننشال تايمز"